أول نظرة

خانها الأمل 
أفلتت مقاليد العشق من عاطفتها
تجمدت مشاعرها
خمدت نيران الحب
وسكن البركان

كذا كان احساسها بعد هدوء العاصفة
عاصفة الحب..من أول نظرة

سخرت من سذاجة ضنونها 
ما سرّ تلك النظرة؟
أهو سحر عينيه
أم تناغم نظراتهما
أم مجرد غباء تملكها تلك اللحظة

ما ذنبها.. إن أحبته بضع لحظات
أو حلمت به مجرد  ليلة

 ما ذنبها.. إن كان حبها عابرا
و بقي حبه محفورا  لسنوات



من أنت ؟

ابتسامتك الجارحة تمزق أفكاري
نظرتك المستفزة تجهض كبريائي 
سلامك الداخلي يؤجج غلياني
صفو حياتك يصفع تخبطي
تناغم صفاتك يعري تناقضي
تفاؤلك اللامتناهي يسخر من تشاؤمي

من أنت ؟
أأنت بشر مثلي؟
تحس.. تتألم .. تحزن .. تضعف .. تستسلم ..
أم أنك كائن لا بشري ؟؟
ألا تتملّكك الغيرة أحيانا؟
أو يسكنك الغضب مرّاة؟
ألا تخبئ حقدك في دهاليز الصمت؟
أو تحتسي عباراة العشق المزيفة و قد التهمتك الرغبة؟
ألا تمل تلك الابتسامات دائمة الارتسام على محيّاك؟
أو تلعن غباء من حولك؟
 ..هل يعقل أنك لا تخاف
من المستقبل .. الموت .. الظلام .. الغموض .. الغدر ؟
أيعقل أنك تشفى من جراحك بسرعة البرق ؟
أو تنسى الألم و تصفح عن من أساء إليك ؟

 ..عفوا
..عذرا
و لكنك لست ببشر

لا شيئ يشبه الماضي.. كل شيئ يحن إليه

لم يحل الصمت بعد
و لم تزل قطرات الندى تتساقط عن جبين السماء
الحيرة تحط بجناحيها على أرجاء المكان 
و الناس تتخبط بين الدمار و حلول الظلام
أتلتقط أشلاءها  
أم تبحث عن مأوى يحميها من مكر الليل

تناثرت حباة المطر
و تحولت النيران رمادا ينبئ بالرحيل النهائي للعاصفة
و عودة الهدوء
إنها بداية مرحلة جديدة
بداية اختلت فيها كل الموازين 
و تداخلت فيها المشاعر
فرح لانتهاء المجزرة
و حزن لبداية النكسة
لم تعد مدينتهم ذاتها
قد شوّهت ملامحها 
وانكسر عنفوانها
لا شيئ يشبه الماضي..و كل شيئ يحن إليه
و المستقبل يمتطي جواد الرحيل الأعرج

كانت تحس ببقايا أنفاسه تحضنها
أحست بالدفئ ،  بالطمأنينة ، بفرح غريب 
رفعت رأسها باحثة عنه على بقايا أسطح البيوت
لربما رجاؤها لبقائه على قيد الحياة و لقائه مرة أخرى
خلق لديها يقينا ساذجا بوجوده الدائم حولها
و كأنه يراقبها من بعيد
أصبح في خيالها أسطورة 
تلاعبتالأحداث بحكاياها
ورمت بها في بئر من الغموض

حنين


ليت للحنين هاجس الوداع
أو تذكرة تحمله الى محطة النهاية

ليتني أنشر بقاياه على حبل الذكريات
أو أجتثه من مخيلتي

أتمنى لو ألقي به في سلّة الضياع
أو أمزق صفحاته من كتاب الحياة 

ليتني تلذذت الخسارة و لم تتلذذ هي استسلامي
* * *                             
أحلم بيوم لا يباغتني فيه الحنين
و لحظة لا أشرد فيها في تفاصيل الشوق
و ثانية لا يتملكني فيها الندم





                            

لن تستسلم لاستسلامه للموت

أحبته بجنون..
جنون سحق معايير الواقعية
تحرّرت من الزمان..من سلطة الواقع
لم يعد الماضي أو المستقبل يعنيها بعد اليوم
أصبحت تعيش لحاضرها معه..هو فقط
قطعت كل صلة لها بمن حولها ..
و كأن العالم كله لم يتعدّى تلك الغرفة
هو على سرير بال..
و هي على كرسي خشبي..
لم تعد تسمع سوى دقات قلبه
أو تحس  سوى حرارة أنفاسه
أو ترمق إلا عينيه المغمضتين
لم ترد أن يغيب عنها بأي من حواسها
فأبقتها
مستيقظة..
متربصة بأي حركة قد يقوم بها
فتُنبؤها بعودته إلى الحياة..

الأيام تمرّ..
و هو ملقى على سريره
وهي على كرسيها الخشبي
يداه باردتان .. و يداها ترتعشان
عيناه جامدتان.. و عيناها تلتهم جسده الملطّخ بالجروح
تراه أعد نفسه للرحيل؟
 تُراه يتركها مجدّدا؟
لم تكن لتتحمل الفراق مرة أخرى
لعلّه يحس بوجودها قربه، فيزيد اصرارا على البقاء

قد أنهكها طول الانتظار..
و سيطر عليها الذُّعر..
لم تعلم كم سيطول بها هذا الحال
لكنها لن تتخلّى عنه .. لن تتركه.. لن تستسلم لاستسلامه للموت

مجاملات ..مجاملات ..مجاملات

ترهقني  المجاملات ..
فلست من موزعيها و لا أحسن تقبلها
المجاملات..
هي مقبلات تزيّن كل مؤدبة حوارية..
في انتظار طبخ المواضيع الرئيسية
و هي التحلية التي تمسح دسامة النقاشات الحادّة أو  الغير  تامة النضوج فكريا
نرش سكر الكلمات على ما زاد  من جرعة الجرءة
ثم نترشف ملاطفات تساعد العقل على هضم ما تعسر مضغه
كذا تسير الحياة ..
 بسذاجة تغطي أمكر أصحاب المؤدبات .. الفكرية الدسمة