إشتياق

إذا اشتقت يوما لحبيب مضى
لا تحزن، واعلم أنّ قلبك لازال ينبُض للحياة
إذا خذلك النّسيان أيّاما
لا تلعن الذّاكرة، فهي التي ستمنعك من اقتراف ذات الحماقات

إذا بحثت في العيون عن نظراته
وعلى الشِّفاه عن ابتساماته
وبين الأحضان عن حنانِه
لا تحقد على نفسك، واعلم أنه و إن رحل
سيبقى ساكنا قلبك بضع لحظات، أيّاما كانت أم سنوات

إذا باغتك حنين لصوته أو اشتياق لحديثه
لا تشتُم ضعفك، فلم يكن الشّفاء من الادمان سهلا يوما

إذا صاحبت السّهر و هجرت الفرح و بكيت الحب و لعنت الحياة
لا تجزع، فلم يُصِبك الجنون ولكنها حُمّى الفُراق
قد تسلّلت إلى عقلك و سلبته التفكير و المنطِق

إذا قرّرت الرّحيل فاُذهب
لا ترهب لحظة الوداع، لا تستسلم للألم





فقد أعددتُ نفسي لرحيلِك

وهل نخال العشق ألاعيب 
تخوِّل لنا الرّحيل متى نشاء

أو أنّ القلوب صناديق
نمتلك مفاتيحها

أم أنّ النفوس قادرة
على لملمة ما خلّفناه 
من جروح عشقية
و دمار نفسي

لا تعتقد لسذاجة عقلك 
أنّ اعتذارك سيُنسيني آلامي

لا تنتظر لجوئي إليك
فتنتشل روحي
من بين أشلاء إنكسارها

لا تأمل عودتي
فقد أعددتُ نفسي لرحيلِك

أحببتك دون جدوى


أحببتُك حتى ضاقت أنفاسي
وأسر  العشق كبريائي

أحببتُك حتى نسيت الواقع
والمسافات التي فصلتني عنك

أحببتُك حدّ التّنكر للماضي
و تركت ورائي كلَّ من أحببت

أحببتُك حتى نسيتُ نفسي
و ما تنتظره في المقابل منك

أحببتُك حتى كرهتُك
فأنانيّتي في حبّك قد أعمت بصيرتي

أحببتُك حتى خِلتُك بقربي
 و أنت البعيد ..  البعيد

أحببتُك حتى اعتقدتُ بسذاجة
أنّك ربّما أحببتني يوما

أحببتُك حدّ التمرّد على ذاتي
وعصيتُ أوامرها

أحببتُك حتى كسرتُ قيود مخيلتي
و صفعتُ الواقع باستهزاء