..أحببتك و لكن



احترفت الكذب .. فلم استعد لرحيلك
تضاهرت القسوة .. فلا أنحني لضعفي امامك 
تمسكت بوهم .. نسجت أسطورة .. أحببت سراب  
استسلمت لخدعة نسجتها من مخيلتي المجروحة
..تأمّلت قدومك .. ألغيت احتمال رحيلك 
رقصت على أنغام ابتسامتك .. ألفت صوتك
..أدمنت أنفاسك .. تورط في عشقك
أجهضت كبريائي
وامتهنت خداعك كي ابقيك قريبا مني

اليوم
أصبح رحيلك مسألة وقت
وغضبك مجرد كلمات 
وانفعالاتك خناجر تترك جراحا دون ألم

اليوم 
أنت لعنت خداعي
لكنه كان حقي المشروع في الحفاض عليك
فلا أخجل من دفاعي عن حبي لك

اليوم
أنهكني التكلف
أرهقني التنكر الدائم لنفسي ، للحقيقة ، لما يفصلنا من عقود عشقية


اليوم 
أتقبل رحيلك بصمت
وأرحل بضجيج ذكريات رميتَها للماضي علّه يمحي تفاصيلها




إشتياق

إذا اشتقت يوما لحبيب مضى
لا تحزن، واعلم أنّ قلبك لازال ينبُض للحياة
إذا خذلك النّسيان أيّاما
لا تلعن الذّاكرة، فهي التي ستمنعك من اقتراف ذات الحماقات

إذا بحثت في العيون عن نظراته
وعلى الشِّفاه عن ابتساماته
وبين الأحضان عن حنانِه
لا تحقد على نفسك، واعلم أنه و إن رحل
سيبقى ساكنا قلبك بضع لحظات، أيّاما كانت أم سنوات

إذا باغتك حنين لصوته أو اشتياق لحديثه
لا تشتُم ضعفك، فلم يكن الشّفاء من الادمان سهلا يوما

إذا صاحبت السّهر و هجرت الفرح و بكيت الحب و لعنت الحياة
لا تجزع، فلم يُصِبك الجنون ولكنها حُمّى الفُراق
قد تسلّلت إلى عقلك و سلبته التفكير و المنطِق

إذا قرّرت الرّحيل فاُذهب
لا ترهب لحظة الوداع، لا تستسلم للألم





فقد أعددتُ نفسي لرحيلِك

وهل نخال العشق ألاعيب 
تخوِّل لنا الرّحيل متى نشاء

أو أنّ القلوب صناديق
نمتلك مفاتيحها

أم أنّ النفوس قادرة
على لملمة ما خلّفناه 
من جروح عشقية
و دمار نفسي

لا تعتقد لسذاجة عقلك 
أنّ اعتذارك سيُنسيني آلامي

لا تنتظر لجوئي إليك
فتنتشل روحي
من بين أشلاء إنكسارها

لا تأمل عودتي
فقد أعددتُ نفسي لرحيلِك

أحببتك دون جدوى


أحببتُك حتى ضاقت أنفاسي
وأسر  العشق كبريائي

أحببتُك حتى نسيت الواقع
والمسافات التي فصلتني عنك

أحببتُك حدّ التّنكر للماضي
و تركت ورائي كلَّ من أحببت

أحببتُك حتى نسيتُ نفسي
و ما تنتظره في المقابل منك

أحببتُك حتى كرهتُك
فأنانيّتي في حبّك قد أعمت بصيرتي

أحببتُك حتى خِلتُك بقربي
 و أنت البعيد ..  البعيد

أحببتُك حتى اعتقدتُ بسذاجة
أنّك ربّما أحببتني يوما

أحببتُك حدّ التمرّد على ذاتي
وعصيتُ أوامرها

أحببتُك حتى كسرتُ قيود مخيلتي
و صفعتُ الواقع باستهزاء


     

فليس للحمقى مكان بين أسطر دفاتري

لن أدعي العلم ، فقد تفشى الجهل في جذوري الفكرية
لن أبحث عن الحب ، فالقصص الوهم ــ عشقية تصفع الحمقى كل ثانية واقعية
لن أحتكر قاموس التقوى ، فوحدهم المنافقون يتسللون إلى عقول البسطاء منّا ببضع
عبارات رخيصة ، اشتروها من سوق الجملة لتّديّن اللاّديني
لن أغنّي لشّياطين أو أرضي غرور السّلاطين
لن أهمس في نفوس الفاشلين ، كلماتا سحرية،تنفض عنهم غباءهم أو تشفيهم من
داء سباتهم


لن أفتح نافذة مخيلتي كي يجتاحها نور الظلام أو يسكنها الألم من جديد
لن أغمد سيف الكره أو أطرق باب النسيان ، فالذاكرة تأبى اتلاف وثائق الخيانة
لن أبحث عن أيّة حقيقة ، فالحقائق قد تبنى على الأكاذيب
لن يستوطنني الخوف بعد اليوم ، فلا خوف من الجبناء

لن أتحمل الحماقات أو أضحك على السخافات من القول و الفعل
لن أجادل الجهل أو أشتم التخلف ، فالجهل صار زادنا العشقي و الفكري و الديني
لن أنتظر فارسا فلا أحلم بالحصان الأبيض
لن أحصّن نفسي من الحب ، فلن يهزم كبريائي


لن أروض نفسي السادية أو أخفي نرجسيتها
فأنا أعشق الغرور الحميد
وألعن الطّغاة المسلحين بأقلام خالص حبرها منذ زمن بعيد


لن يصفعني الأمل الزائف ، فهو انذار كاذب بالبدايات الجديدة
لن أعود للسطر بعد كل نقطة ، فهي لا تعني بالضرورة انتهاء الجملة
إذا سألغي كل ّالنقاط حتي تكتب النّهايات
لن أقطع تذاكر الصفوف الأمامية لمشاهدة أفلام خرافية
تحكي عن العشّاق أو الرومنسية


لن أبسط الكلام حتى يفهم ، فليس للحمقى مكان بين أسطر دفاتري







بين حبٍ و فُراق



..تذكرني
تذكرني ولو للحظات
دع تقاسيم وجهي تقتحم مخيلتك

..أذكرني
أذكرني أمام قلبك .. علّه يحن إلي

  دع مشاعرك تعجّ بالذكريات



..سامحني
سامحني.. واخذل كبريائك
دع الجنون يدعس كلّ الحواجز


..أقتلني
أقتلني إن صرت في سرداب الكراهية
أو دع الشوق  يحملك إلي مجدّدا


إفعل بي ما شئت
و لا تلتزم الصّمت


لا تستسلم لهدوء الانكسار
لا تتلذّذ سُمّ الخيانة
لا تجعل حياتك خيالا من حبّ
لا ترضى المنام واقعا مخدرا يلتهمك
لا ترافق الوحدة فتلزمَك ما حيِيت


  

أول نظرة

خانها الأمل 
أفلتت مقاليد العشق من عاطفتها
تجمدت مشاعرها
خمدت نيران الحب
وسكن البركان

كذا كان احساسها بعد هدوء العاصفة
عاصفة الحب..من أول نظرة

سخرت من سذاجة ضنونها 
ما سرّ تلك النظرة؟
أهو سحر عينيه
أم تناغم نظراتهما
أم مجرد غباء تملكها تلك اللحظة

ما ذنبها.. إن أحبته بضع لحظات
أو حلمت به مجرد  ليلة

 ما ذنبها.. إن كان حبها عابرا
و بقي حبه محفورا  لسنوات



من أنت ؟

ابتسامتك الجارحة تمزق أفكاري
نظرتك المستفزة تجهض كبريائي 
سلامك الداخلي يؤجج غلياني
صفو حياتك يصفع تخبطي
تناغم صفاتك يعري تناقضي
تفاؤلك اللامتناهي يسخر من تشاؤمي

من أنت ؟
أأنت بشر مثلي؟
تحس.. تتألم .. تحزن .. تضعف .. تستسلم ..
أم أنك كائن لا بشري ؟؟
ألا تتملّكك الغيرة أحيانا؟
أو يسكنك الغضب مرّاة؟
ألا تخبئ حقدك في دهاليز الصمت؟
أو تحتسي عباراة العشق المزيفة و قد التهمتك الرغبة؟
ألا تمل تلك الابتسامات دائمة الارتسام على محيّاك؟
أو تلعن غباء من حولك؟
 ..هل يعقل أنك لا تخاف
من المستقبل .. الموت .. الظلام .. الغموض .. الغدر ؟
أيعقل أنك تشفى من جراحك بسرعة البرق ؟
أو تنسى الألم و تصفح عن من أساء إليك ؟

 ..عفوا
..عذرا
و لكنك لست ببشر

لا شيئ يشبه الماضي.. كل شيئ يحن إليه

لم يحل الصمت بعد
و لم تزل قطرات الندى تتساقط عن جبين السماء
الحيرة تحط بجناحيها على أرجاء المكان 
و الناس تتخبط بين الدمار و حلول الظلام
أتلتقط أشلاءها  
أم تبحث عن مأوى يحميها من مكر الليل

تناثرت حباة المطر
و تحولت النيران رمادا ينبئ بالرحيل النهائي للعاصفة
و عودة الهدوء
إنها بداية مرحلة جديدة
بداية اختلت فيها كل الموازين 
و تداخلت فيها المشاعر
فرح لانتهاء المجزرة
و حزن لبداية النكسة
لم تعد مدينتهم ذاتها
قد شوّهت ملامحها 
وانكسر عنفوانها
لا شيئ يشبه الماضي..و كل شيئ يحن إليه
و المستقبل يمتطي جواد الرحيل الأعرج

كانت تحس ببقايا أنفاسه تحضنها
أحست بالدفئ ،  بالطمأنينة ، بفرح غريب 
رفعت رأسها باحثة عنه على بقايا أسطح البيوت
لربما رجاؤها لبقائه على قيد الحياة و لقائه مرة أخرى
خلق لديها يقينا ساذجا بوجوده الدائم حولها
و كأنه يراقبها من بعيد
أصبح في خيالها أسطورة 
تلاعبتالأحداث بحكاياها
ورمت بها في بئر من الغموض

حنين


ليت للحنين هاجس الوداع
أو تذكرة تحمله الى محطة النهاية

ليتني أنشر بقاياه على حبل الذكريات
أو أجتثه من مخيلتي

أتمنى لو ألقي به في سلّة الضياع
أو أمزق صفحاته من كتاب الحياة 

ليتني تلذذت الخسارة و لم تتلذذ هي استسلامي
* * *                             
أحلم بيوم لا يباغتني فيه الحنين
و لحظة لا أشرد فيها في تفاصيل الشوق
و ثانية لا يتملكني فيها الندم





                            

لن تستسلم لاستسلامه للموت

أحبته بجنون..
جنون سحق معايير الواقعية
تحرّرت من الزمان..من سلطة الواقع
لم يعد الماضي أو المستقبل يعنيها بعد اليوم
أصبحت تعيش لحاضرها معه..هو فقط
قطعت كل صلة لها بمن حولها ..
و كأن العالم كله لم يتعدّى تلك الغرفة
هو على سرير بال..
و هي على كرسي خشبي..
لم تعد تسمع سوى دقات قلبه
أو تحس  سوى حرارة أنفاسه
أو ترمق إلا عينيه المغمضتين
لم ترد أن يغيب عنها بأي من حواسها
فأبقتها
مستيقظة..
متربصة بأي حركة قد يقوم بها
فتُنبؤها بعودته إلى الحياة..

الأيام تمرّ..
و هو ملقى على سريره
وهي على كرسيها الخشبي
يداه باردتان .. و يداها ترتعشان
عيناه جامدتان.. و عيناها تلتهم جسده الملطّخ بالجروح
تراه أعد نفسه للرحيل؟
 تُراه يتركها مجدّدا؟
لم تكن لتتحمل الفراق مرة أخرى
لعلّه يحس بوجودها قربه، فيزيد اصرارا على البقاء

قد أنهكها طول الانتظار..
و سيطر عليها الذُّعر..
لم تعلم كم سيطول بها هذا الحال
لكنها لن تتخلّى عنه .. لن تتركه.. لن تستسلم لاستسلامه للموت

مجاملات ..مجاملات ..مجاملات

ترهقني  المجاملات ..
فلست من موزعيها و لا أحسن تقبلها
المجاملات..
هي مقبلات تزيّن كل مؤدبة حوارية..
في انتظار طبخ المواضيع الرئيسية
و هي التحلية التي تمسح دسامة النقاشات الحادّة أو  الغير  تامة النضوج فكريا
نرش سكر الكلمات على ما زاد  من جرعة الجرءة
ثم نترشف ملاطفات تساعد العقل على هضم ما تعسر مضغه
كذا تسير الحياة ..
 بسذاجة تغطي أمكر أصحاب المؤدبات .. الفكرية الدسمة

و تمضي الايام

تمضي الأيام كما السنين
و كل شيئ على حاله ، لم يتغير شيئ
سوى التجاعيد التي سكنت تقاسيم وجهها

. و بعضا من أحلامها
تراكمت الهموم كما السنين الهاربة 

 .و لازلت تبحث عن النهاية
أية نهاية تقضي على آلام الحيرة و الغموض المربك
.و لو زادتها ألما
.فألم الخيبة لأرحم من ألم الحيرة



.لازلت تبحث عن أجوبة لأسئلتها العقيمة
تبحث عنها علها تجدها بين رفوف الذكريات



 .التي غفلت عن لملمتها بعد رحيله
لكن هذه الأسئلة تحتاج الى أجوبته 
 تبريراته أو ربما لأكاذيبه
. التي لطالما انطلت عليها بمحض وعيها و ادراكها


أما ذكرياتها فلم يسبق و ان نسجها و اياها
فلم يكترث يوما بأحلامها ، طموحها أو خيالها
.و لم تكترث هي الا بأحلامه، طموحه و حتى خياله


لربما التقيا أين الاختلاف
و افترفا عند نقطة الاتفاق
لربما كانت تجهل معرفتها بأسباب هروبه

. او اختفائه المتوقع
كانت تعلم أنه يحملها الى نقطة الاتفاق
..و لم تحارب من أجل بقائه
..تركته يرحل
.فهو كان سيد عشقها له
و اكتفت هي بلعب دور الضحية

.. بكامل ارادتها المقيدة
فقد نجح في تحقيق ما عجزت عن الوصول اليه
نجح في التسرب الى مقاليد حكم عقلها

.. بتلاعبه بخفايا أسرار جسدها
جسدها الذي صار يرتب أهواءه كما شاء
أما هي فقد فشلت في تملك عقله كما جسده




قسوة مبالغ فيها



لو أن للخريف فصولا عدّة لأحببتك عددها 
لكن الخريف فصل واحد
لم يعد يحضى حتى بأشهره الأربع
فقد صارت مرتعا لشحّ الصيف و غضب الشتاء 
لم يعد لانكسار أشجاره  وقارها
ولا لنسماته عذوبتها



فكيف لي أن أحب بخل صيفك 
أو أتحمل قسوة طقسه


الحب لا يطلب و لا يكتسب
هو كما الفصول
تطل متى تشاء و ترحل دون انذار مسبق 
غير مكترثة  بقوانين الطبيعة الصارمة


فلا تأمل أن يخضع قلبي
لقوانين طبيعتك الساذجة 
لأشهرك الوهمية
أو لفصولك الصيف ربيعية
و كيف تأمل لرومنسية صيفك أن تغري تقلبي الخريفي 


بيننا عصور تفوق صرامة أشهر صادرت اختلاط الفصول 
وان استطاعت هذه الفصول الأربع  الانقلاب على هذا النظام
فلن تُمحا هذه العصور


فاعذر قسوتي الجارحة .. أو فالتصمت

مبادرة

نروي حكاياتنا و كأنها قصص خيالية
نتناسا الألم ..
يرهقنا الصبر..
يصفعنا الألم..
نتصفح الماضي فتنطّ عبر أسطره جراح تلتحف النسيان
نحاول اخماد لهيبها..
قبل أن تحرق ما تبقى من خضار طفولي داخلنا
 قد ننجح أو نفشل..
عندها سنكتفي  بشرف المبادرة أو نحترق

البديل

تترقب صدفا جميلة و لا تصنعها
تتخيل لحظات سعيدة و لا تبحث عنها
،تتآمر على نفسها 
 تغرس فيها الغموض و الخوف
و لا توقض الشجاعة الدفينة داخلها 
فتتغلب على الجبن الذي استوطنها


تجهل نفسها و لا يتملكها الفضول للغوص في خفاياها
تكره رتابة ايامها و تدفن تجددها اليومي
و تسقيه الخوف و القلق الدائمين


ما أوسع الكون و ما أضيق مخيلتها
ما أجمل الحياة لمن امتلك مفاتيحها 
 و ما أعتم حياتها و قد أضاعت مفاتيحها
لا تملك لحياتها معنا و قد غاب المعنى عن حياتها

بعيدا ..هو ليس ببعيد

بعيدا تغترب القلوب
بعيدا تصادر الكلمات
بعيدا ننتظر البدايات الضبابية
بعيدا يخترق الشك قناعاتنا
بعيدا تُهزم تقاليدنا العشقية
بعيدا يصفع المستحيل مخططاتنا
بعيدا تشرق آمالنا متى الغروب
بعيدا نصقل مواهبنا في فن التجريح
بعيدا تخون الأسرار قواعد الصداقة
بعيدا يشوه الجبن تقاسيم الحب
بعيدا تمطر أنفسنا غدرا
بعيدا نتخاصم و يعمي الغضب قلوبنا
بعيدا نتخلى عن من نحب
بعيدا تتجمد الأحاسيس و تُبتر العاطفة
بعيدا نتسابق لنيل النهاية
بعيدا تشهق أبصارنا و نتناسى من هم في حاجتنا
بعيدا نلتحف التقوى و نعبد المادة
بعيدا ..هو ليس ببعيد
بعيدا هو احساسنا بالغربة
بعيدا هو ما نحاول اخفاءه
بعيدا هو ما ننكر تجذره فينا
بعيدا هو نحن