لم يحل الصمت بعد
و لم تزل قطرات الندى تتساقط عن جبين السماء
الحيرة تحط بجناحيها على أرجاء المكان
و الناس تتخبط بين الدمار و حلول الظلام
أتلتقط أشلاءها
أم تبحث عن مأوى يحميها من مكر الليل
تناثرت حباة المطر
و تحولت النيران رمادا ينبئ بالرحيل النهائي للعاصفة
و عودة الهدوء
إنها بداية مرحلة جديدة
بداية اختلت فيها كل الموازين
و تداخلت فيها المشاعر
فرح لانتهاء المجزرة
و حزن لبداية النكسة
لم تعد مدينتهم ذاتها
قد شوّهت ملامحها
وانكسر عنفوانها
لا شيئ يشبه الماضي..و كل شيئ يحن إليه
و المستقبل يمتطي جواد الرحيل الأعرج
كانت تحس ببقايا أنفاسه تحضنها
أحست بالدفئ ، بالطمأنينة ، بفرح غريب
رفعت رأسها باحثة عنه على بقايا أسطح البيوت
لربما رجاؤها لبقائه على قيد الحياة و لقائه مرة أخرى
خلق لديها يقينا ساذجا بوجوده الدائم حولها
و كأنه يراقبها من بعيد
أصبح في خيالها أسطورة
تلاعبتالأحداث بحكاياها
ورمت بها في بئر من الغموض
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire