لن تستسلم لاستسلامه للموت

أحبته بجنون..
جنون سحق معايير الواقعية
تحرّرت من الزمان..من سلطة الواقع
لم يعد الماضي أو المستقبل يعنيها بعد اليوم
أصبحت تعيش لحاضرها معه..هو فقط
قطعت كل صلة لها بمن حولها ..
و كأن العالم كله لم يتعدّى تلك الغرفة
هو على سرير بال..
و هي على كرسي خشبي..
لم تعد تسمع سوى دقات قلبه
أو تحس  سوى حرارة أنفاسه
أو ترمق إلا عينيه المغمضتين
لم ترد أن يغيب عنها بأي من حواسها
فأبقتها
مستيقظة..
متربصة بأي حركة قد يقوم بها
فتُنبؤها بعودته إلى الحياة..

الأيام تمرّ..
و هو ملقى على سريره
وهي على كرسيها الخشبي
يداه باردتان .. و يداها ترتعشان
عيناه جامدتان.. و عيناها تلتهم جسده الملطّخ بالجروح
تراه أعد نفسه للرحيل؟
 تُراه يتركها مجدّدا؟
لم تكن لتتحمل الفراق مرة أخرى
لعلّه يحس بوجودها قربه، فيزيد اصرارا على البقاء

قد أنهكها طول الانتظار..
و سيطر عليها الذُّعر..
لم تعلم كم سيطول بها هذا الحال
لكنها لن تتخلّى عنه .. لن تتركه.. لن تستسلم لاستسلامه للموت

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire