و تمضي الايام

تمضي الأيام كما السنين
و كل شيئ على حاله ، لم يتغير شيئ
سوى التجاعيد التي سكنت تقاسيم وجهها

. و بعضا من أحلامها
تراكمت الهموم كما السنين الهاربة 

 .و لازلت تبحث عن النهاية
أية نهاية تقضي على آلام الحيرة و الغموض المربك
.و لو زادتها ألما
.فألم الخيبة لأرحم من ألم الحيرة



.لازلت تبحث عن أجوبة لأسئلتها العقيمة
تبحث عنها علها تجدها بين رفوف الذكريات



 .التي غفلت عن لملمتها بعد رحيله
لكن هذه الأسئلة تحتاج الى أجوبته 
 تبريراته أو ربما لأكاذيبه
. التي لطالما انطلت عليها بمحض وعيها و ادراكها


أما ذكرياتها فلم يسبق و ان نسجها و اياها
فلم يكترث يوما بأحلامها ، طموحها أو خيالها
.و لم تكترث هي الا بأحلامه، طموحه و حتى خياله


لربما التقيا أين الاختلاف
و افترفا عند نقطة الاتفاق
لربما كانت تجهل معرفتها بأسباب هروبه

. او اختفائه المتوقع
كانت تعلم أنه يحملها الى نقطة الاتفاق
..و لم تحارب من أجل بقائه
..تركته يرحل
.فهو كان سيد عشقها له
و اكتفت هي بلعب دور الضحية

.. بكامل ارادتها المقيدة
فقد نجح في تحقيق ما عجزت عن الوصول اليه
نجح في التسرب الى مقاليد حكم عقلها

.. بتلاعبه بخفايا أسرار جسدها
جسدها الذي صار يرتب أهواءه كما شاء
أما هي فقد فشلت في تملك عقله كما جسده




قسوة مبالغ فيها



لو أن للخريف فصولا عدّة لأحببتك عددها 
لكن الخريف فصل واحد
لم يعد يحضى حتى بأشهره الأربع
فقد صارت مرتعا لشحّ الصيف و غضب الشتاء 
لم يعد لانكسار أشجاره  وقارها
ولا لنسماته عذوبتها



فكيف لي أن أحب بخل صيفك 
أو أتحمل قسوة طقسه


الحب لا يطلب و لا يكتسب
هو كما الفصول
تطل متى تشاء و ترحل دون انذار مسبق 
غير مكترثة  بقوانين الطبيعة الصارمة


فلا تأمل أن يخضع قلبي
لقوانين طبيعتك الساذجة 
لأشهرك الوهمية
أو لفصولك الصيف ربيعية
و كيف تأمل لرومنسية صيفك أن تغري تقلبي الخريفي 


بيننا عصور تفوق صرامة أشهر صادرت اختلاط الفصول 
وان استطاعت هذه الفصول الأربع  الانقلاب على هذا النظام
فلن تُمحا هذه العصور


فاعذر قسوتي الجارحة .. أو فالتصمت

مبادرة

نروي حكاياتنا و كأنها قصص خيالية
نتناسا الألم ..
يرهقنا الصبر..
يصفعنا الألم..
نتصفح الماضي فتنطّ عبر أسطره جراح تلتحف النسيان
نحاول اخماد لهيبها..
قبل أن تحرق ما تبقى من خضار طفولي داخلنا
 قد ننجح أو نفشل..
عندها سنكتفي  بشرف المبادرة أو نحترق

البديل

تترقب صدفا جميلة و لا تصنعها
تتخيل لحظات سعيدة و لا تبحث عنها
،تتآمر على نفسها 
 تغرس فيها الغموض و الخوف
و لا توقض الشجاعة الدفينة داخلها 
فتتغلب على الجبن الذي استوطنها


تجهل نفسها و لا يتملكها الفضول للغوص في خفاياها
تكره رتابة ايامها و تدفن تجددها اليومي
و تسقيه الخوف و القلق الدائمين


ما أوسع الكون و ما أضيق مخيلتها
ما أجمل الحياة لمن امتلك مفاتيحها 
 و ما أعتم حياتها و قد أضاعت مفاتيحها
لا تملك لحياتها معنا و قد غاب المعنى عن حياتها

بعيدا ..هو ليس ببعيد

بعيدا تغترب القلوب
بعيدا تصادر الكلمات
بعيدا ننتظر البدايات الضبابية
بعيدا يخترق الشك قناعاتنا
بعيدا تُهزم تقاليدنا العشقية
بعيدا يصفع المستحيل مخططاتنا
بعيدا تشرق آمالنا متى الغروب
بعيدا نصقل مواهبنا في فن التجريح
بعيدا تخون الأسرار قواعد الصداقة
بعيدا يشوه الجبن تقاسيم الحب
بعيدا تمطر أنفسنا غدرا
بعيدا نتخاصم و يعمي الغضب قلوبنا
بعيدا نتخلى عن من نحب
بعيدا تتجمد الأحاسيس و تُبتر العاطفة
بعيدا نتسابق لنيل النهاية
بعيدا تشهق أبصارنا و نتناسى من هم في حاجتنا
بعيدا نلتحف التقوى و نعبد المادة
بعيدا ..هو ليس ببعيد
بعيدا هو احساسنا بالغربة
بعيدا هو ما نحاول اخفاءه
بعيدا هو ما ننكر تجذره فينا
بعيدا هو نحن